ينقل الفيلم الدرامي التاريخي “فرحة” في مشاهد مستعادة، أحداث هجوم الاحتلال الإسرائيلي على القرى الفلسطينية خلال النكبة، عام 1948، وقيامهم بعمليات تطهير عرقي بحق الفلسطينيين في جميع القرى والمدن التي يدخلونها.
“فرحة” يعد عملاً سينمائيًا مؤثرًا يروي حكاية مأساة النكبة الفلسطينية من خلال عيون فتاة صغيرة تدعى “فرحة”. الفيلم، الذي يعود إلى أحداث العام 1948، يتبع رحلة البطلة خلال هجوم الاحتلال الإسرائيلي على قريتها والمأساة التي تلتها.
القصة تنطلق بقوة من خلال تمثيل مميز للممثلة الأردنية كرم الطاهر، الذي ينقل بمهارة الصراع الداخلي والألم الذي تعيشه الطفلة “فرحة”. يقوم الفيلم برسم صورة واقعية لتجربة الناجين الوحيدين في ظل المجازر، مما يتيح للجمهور الاندماج بقوة مع تجربة الشخصية الرئيسية.
بينما قدمت المخرجة والكاتبة، دارين سلام رؤية فنية قوية، حيث اختارت البداية بتسليط الضوء على حب “فرحة” للعلم والدراسة، مما يجعل الناقل الأدبي للفيلم أكثر تعقيدًا وعمقًا.
التركيز على تفاصيل حياة الطفلة داخل الغرفة خلال الحصار يضيف توترًا ومشاعر قوية، ويبرز مدى الخطر والضياع الذي تعيشه الشخصية. لقطات القرى الفلسطينية الخالية والمدينة كمدينة أشباح تسلط الضوء على الهجرة القسرية والخسائر الكبيرة التي تعاني منها الشخصيات.
من خلال تفاصيل حياة “فرحة”، يتم تجسيد المأساة بشكل قوي، ويشد الفيلم انتباه المشاهد بتقنيات تصويرية وصوتية متقنة. القرار بعرض الفيلم على منصة “نتفليكس” يسمح للجماهير العالمية بالوصول إلى هذه الرواية التاريخية المؤثرة.
بفضل تمثيل قوي وسرد فني متقن، يعتبر فيلم “فرحة” إضافة قيمة لسجل الأفلام التي تستعيد ذاكرة النكبة الفلسطينية، ويسلط الضوء على حكايات الصمود والألم التي تشكل جزءًا لا يتجزأ من تاريخ المنطقة.