تختلف الأعراق والعادات من الرقة إلى دير الزور والحسكة، وتتنوع معها تصاميم اللباس الشعبي ومسمياته، لكنها تجتمع بزينتها المميزة وفخر أهلها بها.
ورغم تطور مفاهيم الجمال واختلافها بين الماضي والحاضر، وابتعاد الأجيال الجديدة عن أساليب عيش الأجيال السابقة، بما في ذلك طريقة اللباس، تبقى الملابس الشعبية هي المفضلة في الأفراح والاحتفالات، لما فيها من تعبير عن هوية المنطقة وسكانها.
تجتمع الملابس الشعبية لسكان المنطقة بصناعتها من المواد الطبيعية المتوفرة، من القطن والحرير والصوف، التي كانت تحاك عبر الأنوال اليدوية، ومناسبتها للطبيعة ونمط الحياة المفروض على السكان.
وتمتاز الملابس الشعبية بقطعها المتعددة، التي تتنوع أسماؤها بين منطقة وأخرى وثقافة وأخرى، ونقوشها المستوحاة من الأرض والطبيعة، مع حشمتها، من طول واتساع.
لباس العرب
يرتدي رجال العشائر على رؤوسهم قطعة قماشية (طول أطرافها بمتوسط متر ونصف) تسمى «الكوفية»، تطوى من منتصفها وتثبت على الرأس بواسطة العقال، الذي يصنع من شعر الماعز، وتختلف سماكتها وألوانها، ما بين البيضاء التي تقي من حرارة الصيف، والملونة التي تضاف إليها خيوط منسوجة لزيادة سماكتها وقاية من البرد.
وعلى الجسد، يرتدي الرجال سروالًا واسعًا فوق ثوب فضفاض وبأكمام طويلة، وفوقه رداء ملون مفتوح من الأمام يسمى «الزبون»، وعادة ما يضاف حزام عريض فوق اللباس، قد يكون مبطنًا ليستخدم كجيب.
وتسمى السترة الصغيرة المصنوعة من الجوخ أو الساتان بـ»الدامر»، والسترة المصنوعة من القماش الثقيل المطرز تسمى «الدراعة»، ويرتدي الرجال أحيانًا عباءة فوق الملابس، تكون خفيفة في الشتاء، ومبطنة بجلد الغنم شتاء وتسمى «الفروة»، وكلما كان جلدها لخروف صغير في العمر كانت قيمة الفروة أعلى.
بالنسبة للنساء، تختلف زينة الملابس وألوانها تبعًا لأعمارهن، فتكون الزاهية منها للصغيرات بالسن والقاتمة للكبيرات، ومع تشابه قطع الثياب مع الرجال، من كونها فضفاضة وطويلة ومتعددة الطبقات، إلا أنها تختلف بأسمائها وأقمشتها.
تضع النساء على رؤوسهن «الهباري»، وهو قطعة من الحرير تعلوها قطعة أخرى من القماش لتثبيتها على الرأس، ويرتدين أثوابًا طويلة من القماش الملون تسمى «القصيرة»، وفوقها أثواب بأكمام طويلة ضيقة عند المعصم واسعة حول الذراع، ويضعن أحزمة حول خصورهن.
وترتدي المرأة «الزبون» المفتوح المزين فوق ثيابها، وللباسها أنواع من الستر تمتاز عن ملابس الرجال بكونها أقصر، ويرتدين العباءات المصنوعة من الحرير والتي يكون لونها أسود غالبًا.
لباس الكرد
يتألف لباس الرجل الكردي من «الشابك» (السروال) والشال، وهو قميص أبيض بكم طويل، فوقه تلبس سترة «القطك»، ويوضع حزام من قماش يتراوح طوله النظامي ما بين 12 و14 مترًا، وكان من المعيب ألا يرتدي الرجال قبعات تغطي شيب رؤوسهم.
أما بالنسبة للنساء فيرتدين الفساتين الملونة والمزركشة، وأثوابهن طويلة تسمى بـ»الكراس» أو «الخفتان»، ويضعن أحزمة على خصورهن، تزيّن بحسب حالتهن الاجتماعية وثرائهن، وفوق الثياب يضعن ثوبًا طويلًا شفافًا يصنع غالبًا من الحرير أو سترة قصيرة بلا أكمام لا يزيد طولها على 25 سنتمترًا.
لباس السريان
يبدأ اللباس للرجال من قبعة الصوف المزينة، في المناسبات، بريش الطاووس أو النسر، دلالة على القوة والأخلاق العالية، وعلى الجسد القميص الداخلي المصنوع من القطن وفوقه قميص خارجي يدعى «برملتا»، وسروال مصنوع من الصوف المطرز بالحرير، فوقه حزام يكون عبارة عن حبل وفوقه قماش من الصوف مع حزام جلدي يعلق به خنجر للزينة.
وأما المرأة فترتدي قبعة من الحرير الطويل مزينة بالريش الملون، وفستانًا طويلًا يكون من المخمل أو الحرير، وفوقه فستان طويل مفتوح، مع حزام الخصر، وتختلف ألوان اللباس وزينته حسب المناسبات.