” رشفةُ كُحل “
ثمّ إنّنا فطماءُ الفرات
حين تلدننا أمّهاتُنا
يقُلن القوابلُ :
سَمّوه
فتهمس النسوةُ بوجَلٍ :
عمّهُ يسميه !
ولكنّنا لا نعرف من أيّ بيتٍ من بيوتهنّ
يُحضِرنَ حفنةَ البنّ المطحون
ليدكّوا بها كالعادةِ
موضعَ قطع السرّة ..
ما نعرفه هو أنّ أحدَنا في الكبر
من أول رشفة قهوة
يصرخ قلبُه
كأنّما وُلِدَ للتوّ …
من أجل ذلك يا صبيّةْ
أطيلُ الحديثَ مع الفنجان الأوّل ،
وربما أرى
أيَّ روحٍ حلّ فيكِ من أرواحِ بنات
حيّنا الجميلات..
أتعلمين مناسبةَ الحديثْ
مرّةً أخبرَتْني عجوزٌ
أنّ ابن أختها، دكّوا موضعَ سُرّتِه
بالكحل المسحونْ..
قال الفهمانون حينها سيموت غالباً
متسمّماً بالرصاص ..
ولكنّه نجا
إلّا أنّه داشرٌ الآن من بريّةٍ لبريّة
كلّما لمح سُربةَ غزلانٍ
صاح بأعلى صوته
” يُمّه….. يا يمّه ”
والآن
أتعلمين ماذا يعني
أنّني نازحٌ
يعني أنّني داشر
ولا أعرف يا دمشقيّةُ
بماذا تحديداً
دكّوا موضع سرّتي
دمشق 1/7/ 2020
********
” عزلةُ النهاوند “
مطرٌ تحت مطرٍ
مَطَران ..
شاعرٌ أبكى حبيبتَهُ
من قصيدةٍ تضحكُ فيها
امرأتان ..
” لو تتركُ للريح عصا المايسترو
لعلّ النهاوندَ يعربدُ أكثر .. ”
حسناً
مطرٌ تحت مطرٍ
مطَران ..
وحلٌ ينقّطُ
من سقف خيمةٍ ،
فيغسلُ في طفلةٍ
قلبَها الكهرمان ..
مطرٌ
تحت مطرٍ
مطَران .
” هل أنت وحدك اليوم ”
تقريباً ، لولا في الغرفة
مِرآةٌ
أتفقّدُها قبل الموعدِ ،
كي أتذكّر في الشارعِ
أنّني اثنان ..
مطرٌ
تحت مطرٍ
مَطَران …
دمشق
11/11/2021
إقرأ أيضاً.. شأن الكتابة الشخصي